اليوم هو التاسع و العشرون من محرم لعام 1434 للهجرة ...
يوافق اليوم أني أتممت بحمد الله الخمسين من عمري ..
اللهم اغفر لي ما مضى و وفقني لما تحب فيما بقي ...
فكرت اليوم مليّا في الأمر .. اذ أني قضيت على في الدنيا نصف قرن!! ليس المهم هو ما قضيت .. لكن المهم هو ما كتب لي مما عملت و ما أعددت لما بقي .. يارب اجعل ما بقي خيرا مما ذهب.
و الآيات التي وردت فيها كلمة "خمسين" في القرآن قليلة جدا .. و كلها آيات قصص و آيات تأمل و تفكر في المآل .. و هي دعوة لمن بلغ الخمسين إلى الإنتباه إلى النهاية .. و لهذا نبه النبي عليه الصلاة و السلام إلى ان أعمار أمته ليست طويلة كالأمم السابقة و لذلك فالأستعداد للرحيل مهم دائما .. فما بالك لمن بلغ من العمر نصف قرن!
لقد منّ الله علي بالشفاء من مرض أصابني قبل حوالي شهرين غير حياتي .. و جعلني أفكر في كثير من الأمور التي كنت أعملها ..
لقد أراني الله عز و جل في ذلك المرض قدرته و لطفه .. و قربه من عبده و اجابته لدعائه .. و حكمته في تدبيره و تقديره .. فالحمد لله الذي بلغني هذا اليوم .. بلغني ان أراجع أعمالي .. و أعطاني الفرصة ان أحاسب نفسي ..
أحمد الله أولا و أخيرا أن بلغني هذا السن و أنا على دينه و ملة نبيه صلى الله عليه و سلم .. و أسأله أن يثبتني عليه إلى ان ألقاه و قد رضي عني و رضيت عنه .. و يجمعني مع أحبابي عنده كما قال سبحانه (في مقعد صدق عند مليك مقتدر).
اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم
اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم .. إنك حميد مجيد
